الحلقة الـ 39 من كتاب « كيف نعلم أبناءنا تحمل المسؤولية » للكاتبة الكبيرة : « سلوى المؤيد » تحت عنوان : كيف يمكن استخدام تحديد الوقت كعقاب من أجل تحسين سلوك الطفل ؟
.....................................
يعد استخدام الوقت لوضع حد لتصرفات الأبناء السيئة احد الأساليب الفعالة في تطوير سلوكهم كنتيجة منطقية لتصرفاتهم السلبية .
كيف يمكن استخدام هذه الطريقة ومتى . ؟
سأحاول الإجابة على هذا السؤال من خلال هذا المقال بإسلوب بسيط واضح حتى يستفيد الآباء من استخدامه .
إن أول ما على الآباء القيام به هو أن يجلسوا مع أبنائهم ويحاولوا أن يشرحوا لهم ماهو هدفهم من استخدام هذه الطريقة كنتيجة منطقية لمخالفتهم الحدود الواجب عليهم حسب قوانين العائلة عدم تجاوزها
مثال على ذلك ..يجلس الأب مع إبنه ويقول له
" لدي طريقة جديدة أريد أن أساعدك بها في تعلم الحدود المطلوب منك عدم تجاوزها بشكل أ فضل ..أعتقد أن هذه الطريقة ستجعلنا أكثر تفاهماً من السابق ..والطريقة التي سأطبقها ستكون كالآتي :
إذا وجدتك مخالفاً ..سأطلب منك التوقف ..إذا اخترت أنت عدم التوقف بعد أن طلبت منك ذلك ..ستذهب إلى غرفتك لتبقى عشر دقائق على الأقل ..سأضع الساعة في المطبخ أو في غرفتي ..وسأدعك تعلم متى عليك الخروج ..إذا خرجت قبل الوقت فإنك ستعيد الوقت منذ البداية وستقضي عشردقائق أخرى .
إن اختيار المكان الذي سيقضي فيه الطفل فترة العقاب مهم جداً .. سيكون المكان المفضل في البيت هو غرفة نومه دون أي وسيلة من وسائل الترفيه ..فإذا وجد بها من قبل فالأفضل اختيار غرفة أخرى وتكون من أهدأ الغرف في البيت ..كما أن تحديد الوقت من خلال الساعة التي ستعلن نهاية مدة العقاب لابد أن تكون منذ دخول الولد الغرفة لا قبلها ..ويخرج الأم والأب من الصورة بعدها ..ما بقي من الوقت بين الإبن والساعة .
كم من الوقت على الطفل أن يبقى في الغرفة ؟
من الأفضل أن لا تزيد المدة عن خمس دقائق لمن كان في الخامسة من عمره..لكنه إذا ضرب أحد فإن على الأم أو الأب أن يضاعف المدة ثلاث مرات ..لا تجعل الوقت يطول أكثر من ربع ساعة ..لإن الوقت الطويل لا يفيد بقدر ما يفيد إعادة نفس العقاب في كل مرة يقوم بها الطفل بنفس العمل السلبي .
ماذا إذا حاول الطفل أن يعيد نفس العمل الذي عوقب من أجله بلا مبالاة ؟
على الأم هنا أن تضعه أمام خيارين إما يفعل ما تطلبه منه أو يحرم من لعبته طوال اليوم وتطلب منه أيهما يختار ..عندئذٍ عليه التزام بما اختار وإلا سيقضي ربع ساعة في غرفته .
لنفترض أن يسرا كانت تلعب مع أخوها فؤاد ووعندما غضبت عليه ضربته على وجهه وصرخ الطفل باكياً قائلاً لإبيه أن أخته قد ضربته على وجهه ..ماذا على الأب أن يفعل في هذا الموقف ؟.
عليه أن يقول لإبنته " الضرب أمر غير مسموح به في البيت ..عليك أن تقضي العشر دقائق القادمة في غرفتك ..وسأضع الساعة وسأقوم بتوقيتها على لحظة خروجك .
دعونا هنا نشرح ما أهمية أن يوقع الأب العقاب مباشرة على إبنته .
الأهميه هنا تكمن في أن تجرب العقاب بعد كسرها لقاعدة البيت كنتيجة لما فعلت لذلك ..
ماذا إذا أحدث الطفل ضجيجاً طوال فترة عقابه في غرفته ..؟
على الأم هنا أن تقول لإبنها الآتي " إنك لن تخرج يا بني قبل أن تهدأ وليس قبل ذلك "
وعندما يهدأ تناديه أمه بنبرة لطيفة ليخرج ..وتتفادى جملة “ لقد قلت لك ذلك " أو تحاضره بطريقة شخصية لإنها إذا فعلت ذلك فإنها تمتص تأثير تحمله لنتيجة ما فعل ..بل أنها عندما تكون لطيفة مع إبنها فإنها تستثير رغبته وقدرته على التعاون معها لتطوير سلوكه ..لكن هذه الطريقة لن تفيد منذ المرة الأولى عند استخدامها وإنما بعد تكرارها ..وحتى إذا كسر الطفل مدة العقاب وخرج ..أو أعاد نفس التصرف السلبي فإن تكرار ما سيحدث له من خلال مواصلة الأم في تطبيق هذه الطريقة سيجعله يعدل سلوكه و يقوم بتطويره .